محمد ص شاب في العقد الرابع من العمر، يعمل بالزراعة في قريته عين ترما في غوطة دمشق، متزوج وله طفلين ويكفل طفلين أيتام (أولاد زوجته).
بدأت قصة محمد في عام 2013 بتاريخ 21 آب عندما تعرضت الغوطة الشرقية لهجوم بالغاز الكيماوي، وبالتحديد عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل يحدثنا محمد فيقول:” سمعنا في منتصف تلك الليلة أصوات سيارات الإسعاف في الأحياء القريبة من منطقتنا، فخرجت من المنزل وسمعت الناس تتحدث أن النظام السوري استهدف الأحياء المدنية لمناطق عين ترما وزملكا بالكيماوي، فهرعنا إلى مكان القصف وأخذنا ننقذ الناس المصابين بالاختناق”.

وفي نهاية عام 2017 عاودت قوات النظام استعمال الأسلحة الكيماوية في استهداف المدنيين في وادي عين ترما، محمد كان أحد المصابين؛ يروي لنا قصة إصابته:” كنت أعمل في الأرض عندما بدأت قوات النظام بالقصف، وأثناء ذلك شاهدت شيئاً ما يشبه البالون الاسفنجي قادماً من جهة الشرق ويخرج منه غاز فضي اللون، سقط بالقرب من أرضي، توقعت أن يكون غاز الكلور، فأمسكت بقطعة قماش بللتها بالماء ووضعتها على وجهي، وتوجهت نحو البالون وحفرت حفرة؛ ووضعته فيها ثم ردمتها بالتراب، وأثناء ذلك أصابني ضيق بسيط في التنفس وفتور في جسمي ما لبث أن ذهب بعد ساعات قليلة، لكن بعد شهرين؛ بدأت نهايات أطرافي الأربعة بالجفاف، وبعد تشخيص الأطباء قالوا لي بأنني تعرضت إلى غاز كيميائي”.

نزح محمد من قريته في الغوطة الشرقية، ثم هُجِّرَ إلى ريف إدلب، وهناك قام الأطباء ببتر نهايات أطرافه، وأخذوا عينة من مكان الإصابة للتحليل، تبين فيما بعد أنه كان قد أصيب بغاز خردل ثقيل بارد”.

عاود النزوح مرة أخرى إلى مدينة عفرين، وهناك زادت الآلام في قدمه اليسرى ليقوم لاحقاً بعملية بتر كامل للقدم.

يقيم محمد الآن في منزل مع عائلته، ويحاول البحث عن فرصة عمل تؤمن له ولعائلته حياة كريمة.

يمكنك التعرف على محمد من خلال الفيديو التالي: