تتعرض منازل المدنيين والنازحين في الشمال السوري إلى أضرار كبيرة، وذلك بالتزامن مع استمرار الحرب منذ 11 عام، التي استهدفت البنى التحتية ومنازل المدنيين؛ ما أدى إلى إلحاق الدمار بشكل جزئي أو كامل بعدد كبير من المنازل، فأصبحت غير صالحة للسكن؛ ودعا إلى إعادة تأهيلها وترميمها الذي يُعتَبر حلاً مستداماً وليس مؤقتاً؛ ومن الممكن أن يعود بالفائدة على النازحين الآن وفيما بعد انتهاء الأوضاع الراهنة، بالإضافة إلى كونها تؤمن بيئة آمنة نسبياً للعيش للساكنين فيها من الناحية المجتمعية.

ضمن برنامج المأوى والمواد غير الغذائية بدأت مؤسسة حوران الإنسانية بمشروع تأهيل المنازل المتضررة من الحرب في ناحية جنديرس بريف عفرين في الشمال السوري. حيث جاء إطلاق المشروع بعد توقيع بروتوكول تعاون بين مؤسسة حوران الإنسانية والمجلس المحلي لمدينة جنديرس بريف عفرين، وأقيمت جلسة تعريفية بحضور فريق المؤسسة وشخصيات من المجلس، لتوضيح فكرة وأهداف المشروع.

يهدف المشروع إلى إلى تأهيل ما يقارب 195 منزل للنازحين والقاطنين في منطقة عفرين وجعلها قابلة للعيش، وصالحة للسكن خلال ستة أشهر، بالإضافة لبعض التجهيزات الأساسية للبيوت التي توفر الحد الأدنى من الحياة الكريمة لسكانها.

يشمل المشروع ترميم الأجزاء المتهدمة من المنازل، والأبواب والنوافذ واستبدالها إن دعت الحاجة، بالإضافة لصيانة شبكة‏ التمديدات الكهربائية، وشبكة المياه والصرف الصحي، وأعمال السلامة العامة. كما عمل فريق المشروع على اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان استقرار العائلات النازحة في البيوت المرممة؛ وذلك بعد الأخذ بعين الاعتبار المعايير السبعة للمأوى وفق إسفير، حيث تعد المعايير الدنيا للمأوى والاستيطان تعبيراً عملياً عن الحق في السكن اللائق في العمل الإنساني.

لم ينحصر هدف المشروع في ترميم وتأهيل المنازل والسكن، فقد حدد أيضاً الشروط اللازمة لضمان بقاء العائلة النازحة وعدم إخراج المستفيد من المنزل المرمم ضمن المدة القانونية المحددة بين المالك والمستفيد.

يذكر أن مشاريع الترميم قامت برفع بعض الأعباء عن المجالس المحلية في الشمال السوري، من خلال استيعاب الأعداد المتزايدة للنازحين من حيث الإيواء، حيث وُجهت دعوات إلى منظمات المجتمع المدني المتواجدة في المنطقة، لتنفيذ المزيد من تلك المشاريع التي من شأنها إعادة الإعمار وإيواء من حرمتهم الحرب من بيوتهم ومنازلهم.