مريم .ق امرأة تبلغ من العمر 60 سنة، نزحت هي وعائلتها المؤلفة من 11 شخص من مدينتهم خان شيخون، جراء الحملة الأخيرة لنظام الأسد على المدينة، فَقدتْ مريم أثناء الخروج من المدينة زوجة ابنها وأولاده الثلاثة، حدثتنا عن تلك الحادثة فقالت:” تحت القصف العنيف، خرجنا من مدينة خان شيخون بصعوبة شديدة، في تلك اللحظة استشهد أولاد ابني وأمهم، وأسعفني الدفاع المدني إلى مدينة معرة النعمان بعد تعرضي لإصابات بليغة، ولم نعد إلى المدينة منذ تلك اللحظة، فقد هدمت دارنا، وذهبت أرزاقنا ولم نعوض عنها بشيء، كل ماجنيناه في هذه الحياة ذهب بلحظة واحدة”.

تسكن مريم مع عائلتها في دكان بإحدى أحياء مدينة الدانا بريف حلب الغربي، والتي تعتبر وجهة رئيسية في المنطقة للعوائل النازحة، وعلى الرغم من أن الدكان غير صالح للسكن فقد بلغ آجاره مايقارب الخمسون ألف ليرة سورية حسبما أخبرتنا مريم:” في بداية قدومنا إلى الدانا (منذ سنة وستة شهور)، سكنا في إحدى المنازل، لكن غلاء الآجار والمصروف الكبير جعلنا نخرج منه إلى هذه الدكان، وواجهنا صعوبات العيش فيه، لكن ليس هناك مانفعله، فنحن نريد الحصول على المأوى فقط”.

تواجه مريم وعائلتها قلة المورد المادي لعدم وجود معيل لديهم، ويعيشون على مايتصدق به أهل الخير عليهم، فلديها ولد من ذوي الاحتياجات الخاصة ويحتاج إلى رعاية بشكل دائم، وابنتها الكبيرة التي كانت تعمل قبل النزوح، لم تعد تجد عملاً هنا:” لو كان عندي شاب يعمل، لكانت أوضاعنا جيدة الآن، أحياناً الإنسان يكون لديه ظروف، ويحتاج إلى مصروف، فقط في الشتاء الماضي وزع علينا أهل الخير مادة المازوت من فترة إلى أُخرى، الله يجزيهم الخير فريق أهل حوران بنوا لنا حمام ومغسلة، وأصبح المكان مقبول للسكن، بس يا ابني بتمنى نرجع على بيوتنا، ونعاود على بلدنا، شقد ماكان الوطن بضل غالي”.

فريق رابطة أهل حوران ومن خلال عمله على برنامج الترميم كان إلى جانب مريم، حيث قام بتوفير الحد الأدنى من مستوى المعيشة لها ولعائلتها، بعد أن عملوا على إعادة تأهيل الدكان الذي يسكنونه، وتوفير المرافق الخدمية والصحية للمكان.