ترتفع حدة الصراع أثناء الأزمات في المناطق المتنازع عليها، ويزداد معها جميع أنواع العنف القائم على النوع الاجتماعي، ولاسيما العنف الموجه ضد المرأة؛ حيث تواجه المرأة حول العالم، بغض النظر عن عرقها أو مركزها الاجتماعي أو سنها، العنف في معظم نواحي حياتها، مما يؤثر بدوره سلباً على أسرتها، ومنه على المجتمع؛ ويعيق قدرتها على المشاركة المجتمعية، وقد نصت المعايير الدولية أن العنف ضد المرأة هو شكل من أشكال التمييز العنصري، وانتهاكاً صارخاً، ومستمراً لحقوق الإنسان؛ يؤدي إلى حرمانها من حقوقها الأساسية، كالحق في الحياة، و تجنب المعاملة اللاإنسانية والمهينة لها.

تبعاً لذلك؛ ورغبة في مستقبل أكثر أمناً وإشراقاً، وخالٍ من العنف الموجه ضد النساء، وتحت شعار “لستن وحدكن” الذي أطلقته الأمم المتحدة للوقوف مع المرأة في اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة؛ سعت العديد من مؤسسات المجتمع المدني، للمشاركة في التوعية المجتمعية في مخيمات الشمال السوري وجنوب تركيا، بهدف تكثيف الجهود لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات، والحول دون قدرة المرأة على التحرك بحرية، بالإضافة إلى عدم توفر البيئة المناسبة التي تساهم في تفعيل دور المرأة، كما شملت التوعية أيضاً التعريف بأشكال العنف الممارس ضدهنّ، كـ العنف الجسدي والنفسي واللفظي ،وأسبابه وآثاره وعواقبه السيئة على نفسها أولاً، وعلى الأسرة والمجتمع  المحيط  بها ثانياً.

كما أنه مما زاد الأمر سوءاً، فقدْ العديد من العائلات السورية لمعيلها في ظل الحرب، والذي أدى إلى تحميل النساء عبء الإنفاق على أسرهنّ، وبدأنّ يواجهنّ صعوبات كثيرة في ميادين العمل، ناهيك عن ضعف الوعي الذي يؤدي إلى انتقاص أهميتها ودورها في المجتمع. حيث أظهرت التقارير الجديدة الصادرة من الأمم المتحدة، والواردة من العاملين في الخطوط الأمامية – في ظل الجائحة -، ارتفاع نسبة العنف ضد النساء في ظل جائحة كوفيد19، حيث وصلت النسبة المئوية إلى 35% تقريباً، أي ما يعادل تعنيف امرأة واحدة من كل ثلاث نساء.

وتسعى مؤسسة حوران الإنسانية؛ إلى تدعيم دورها كمنظمة إنسانية تساهم في حماية المرأة، وتدعم الجهود الرامية إلى زيادة الوعي حول العنف المبني على النوع الاجتماعي، والاعتراف بالعنف ضد المرأة باعتباره انتهاكًا لحقوق الإنسان، والتعريف عن أهمية دور المرأة في المجتمع وصون كرامتها. وذلك عن طريق السعي لتقديم العديد من المشاريع في شمال سوريا وجنوب تركيا عبر مراكزها، بغية تفعيل دور المرأة وتعزيز مكانتها الاجتماعية، وإكسابهنّ مهارات حياتية جديدة.