شاب في العشرين من العمر، كفيف لايرى بعينيه إلا بنسبة ضئيلة تصل لـ 20 بالمئة. هُجر من مدينة حلب إلى مدينة تل رفعت في أواخر عام 2016، ثم عاود النزوح إلى مدينة عفرين بعد الهجمات الأخيرة على المدينة. يعيش الآن مع زوجته وطفلهِ في إحدى المنازل بالإيجار الذي يصل إلى 35 ألف ليرة سورية كما يخبرنا ” نزحت من مدينة حلب، تاركاً عملي في مدرسة المكفوفين، واستقريت في مدينة تل رفعت لمدة سنتين، وخرجت منها بعد تعرضي لإصابة في رأسي بإحدى هجمات قوات النظام السوري، لأجد نفسي في مدينة عفرين، وبمساعدة بعض الأشخاص قمت بفتح هذا المكان البسيط لبيع القهوة على إحدى الأرصفة بجانب منزلي، كمصدر رزق لي، أكسب في اليوم من ألفين إلى ثلاثة آلاف ليرة سورية، والتي لاتكفي مصاريف معيشتي، من آجار وماء وكهرباء وطعام وشراب”.

يعاني حسن من عدم اهتمام المجتمع الذي يعيش فيه بفئة المستضعفين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وعدم تقديم الدعم اللازم لهم من مساعدات، وتعليم، وعمل ….إلخ؛ يقول “نحن المكفوفين من أكثر شرائح التي تضررت في المجتمع خلال سنوات الحرب في سوريا، لم يبقى لنا مدارس ولا مستقبل،  ولم يعد هناك من يهتم بنا، هناك الكثيرين وضعهم مثل وضعي؛ يعيشون في منازلهم وفي المخيمات تحت المطر والبرد وتحت أشعة الشمس، أوضاعهم مأساوية جداً هنا”.

كما يُبدي تخوفه من الشتاء والبرد القادم في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها مع عائلته، ومايحمله من تكاليف التدفئة والأثاث والملابس،” في ظل تجاهل معظم المؤسسات لنا نحن كـ أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ لم أتلق أي مساعدات من أي جهة طوال السنوات الماضية، ماعدا مؤسسة حوران الإنسانية التي وقفت إلى جانبي من خلال برامج دعمها للأسر النازحة في منطقة عفرين”.

يستمر حسن في تحسين مشروعه الصغير الذي عمل عليه منذ قدومه إلى المنطقة، ومن ناحية أخرى لايتوقع حسن مستقبل جيد في ظل الأوضاع الحالية للمنطقة، حيث يعبر عن فقدانه الأمل في المستقبل، وأنه لا يفكر به بقدر مايفكر في احتياجاته اليومية فقط؛ فنظرته للمستقبل القادم مدمرة، بناء على الواقع الذي يعيش فيه الآن.