يعيش النازحون في الشمال السوري أوضاعاً اقتصادية متردية للغاية، فمواد البناء باهظة الثمن وعدم قدرتهم على تأمينها، دفعهم للعيش بعيداً عن منازلهم الغير صالحة للسكن، فبعد تزايد أعداد النازحين في الشمال الغربي من سوريا، نتيجة للهجمة العسكرية الشرسة على كل من ريفي حلب و مدينة إدلب. وتجاوز أعداد النازحين النصف مليون حسب الإحصائيات الأخيرة. يأتي مشروع ترميم المنازل المتضررة، الذي بدأت به  مؤسسة حوران الإنسانية في تشرين الثاني من العام 2020، وذلك ضمن إطار برامجها الخدمية المقدمة للمجتمع المدني في الداخل السوري.

يهدف المشروع إلى إيواء المتضررين وعوائلهم وأطفالهم في أماكن مناسبة تحفظ لهم كرامتهم، وذلك من خلال ترميم 500 منزل متضرر من القصف والمعارك في عدة مناطق من الشمال السوري، حيث يتم اختيار العائلات المستفيدة من المشروع وفق معايير الاستضعاف، بمعنى الأفقر والأعوز والأسر التي تضم أفراداً من ذوي الاحتياجات الخاصة.

يستهدف المشروع مايقارب 3 آلاف نسمة في الشمال السوري موزعة على الشكل الآتي: 149 منزل في ترمانين، 252 منزل في تلعادة، 99 منزل في حزرة. كما أنه لن يكون أصحاب البيوت وحدهم المستفيديون من مشروع الإيواء وإنما النازحون أيضاً؛ فقد قامت مؤسسة حوران بالإجراءات اللازمة لضمان بقاء المستفيدين (النازحيين) في المنزل المرمم، وذلك ضمن المدة القانونية المتفق عليها.

يذكر أن مشاريع الترميم قامت برفع بعض الأعباء عن المجالس المحلية في الشمال السوري، من خلال استيعاب الأعداد المتزايدة للنازحين من حيث الإيواء، حيث وُجهت دعوات إلى منظمات المجتمع المدني المتواجدة في المنطقة، لتنفيذ المزيد من تلك المشاريع التي من شأنها إعادة الإعمار وإيواء من حرمتهم الحرب من بيوتهم ومنازلهم.