فرض الصراع المستمر على مختلف الأراضي السورية، ظروف عصيبة على جميع مكونات الشعب السوري وأطيافه، ولاسيما الذين اضطروا لمغادرة ديارهم، والهروب من جحيم الحرب إلى المناطق الأكثر أمناً، مما فرض وضعاً إنسانياً غاية في السوء نتيجة لنقص السلع الأساسية والإمدادات اللازمة لفصل الشتاء؛ ليس فقط للبقاء ولكن للعيش بكرامة، في الأماكن التي لجأوا إليها.

فضمن برنامج الاستجابة الطارئة لاحتياجات النازحين، أطلقت مؤسسة حوران الإنسانية مؤخراً مشروع المواد غير الغذائية، بهدف توفير المواد الأساسية وضمان حصول السكان المعرضين للخطر على إمكانية الوصول المتكافئ إلى المساعدة المنقذة للحياة؛ والحماية من التعرض للظروف القاسية وانعدام الأمن والعوامل الأخرى التي قد تزيد من ضعفهم.

يهدف المشروع الذي بدأ في الأول من سبتمبر/أيلول 2020، إلى المساهمة في تخفيف أعباء النزوح الصعبة للعوائل الفقيرة المتواجدة في مدينتي عفرين والدانا؛ وخاصة في فصل الشتاء، حيث تتم  عمليات التوزيع على خمسة مراحل، وبالتنسيق مع المجالس المحيلة، يستمر فريق المؤسسة بتوزيع  المدافئ  والمستلزمات الشتوية والوقود على النازحين بريفي حلب وإدلب، حيث بلغ عدد العوائل المستفيدة ما يقارب 725 عائلة موزعة على الشكل التالي: 375 عائلة في مدينة عفرين، و350 عائلة في ناحية الدانا.

يستمر المشروع حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول من العام الجاري 2021، ويتوقع أن يصل عدد المستهدفين إلى نحو 4900 شخص مع نهاية المرحلة الأخيرة منه.

لا تزال التحديات التي تواجه سكان الشمال السوري مستمرة في ظل الأوضاع الراهنة، مما يتطلب المزيد من الجهد لتغطية المزيد من المناطق والوصول لمستفيدين جدد، ولاسيما أن خطوة توزيع المستلزمات الشتوية الأساسية؛ لاقت استحساناً لدى سكان المنطقة وقاطني المخيمات، الذين وجدوا فيها طوق نجاة مؤقت، في ظل شح المواد وغلائها، بالتزامن مع تدني القدرة الشرائية لدى الأهالي بشكل لافت.