المعايير الإنسانية الأساسية

المتعلقة بالجودة والمسائلة

تمهيد

تضع المعايير الإنسانية الأساسية المجتمعات والأشخاص المتضررين من الأزمات في الموضع الرئيسي للعمل الإنساني وتعزز احترام حقوقهم الإنسانيّة الأساسية. إنها تستند إلى الحق في الحياة بكرامة، والحق في الحماية والأمن على النحو المنصوص عليه في القانون الدولي، بما في ذلك داخل إطار الشرعة الدولية لحقوق الإنسان.

باعتبارها معياراً أساسياً، إنّ المعايير الإنسانية الأساسية العناصر الرئيسيّة للعمل الإنساني ذي الجودة العالية والقائم على المبادئ ويمكن أن يخضع للمساءلة. ويمكن للمنظمات الإنسانية أن تستخدم هذه المعايير بمثابة مدونة سلوك طوعية لمواءمة إجراءاتها الداخلية. ويمكن أيضًاً أن يستخدم كأساس للتحقق من الأداء، الذي تم من أجله وضع إطار محدد ومؤشرات مرتبطة به لضمان ملاءمته الحالات وأنواع المنظمات المختلفة.

ويمكن استخدام المعايير الإنسانية الأساسية من قبل الأفراد والمنظمات والهيئات التنسيقية والاتحادات والجماعات الأخرى التي تطبّق  العمل الإنساني أو تساهم فيه. وعلى الرغم من أن المعايير الإنسانية الأساسية  مخصصة بالدرجة الأولى للقطاع الإنساني، يمكن استخدامها من قبل أي منظمة لتحقيق جودة أفضل وقدر أكبر من المساءلة في جميع جوانب عملها مع المجتمعات والأشخاص المتضررين من الأزمات.

المعايير الإنسانية الأساسية

  • الاستجابة الإنسانية مناسبة وملائمة.
  • الاستجابة الإنسانية فعالة وتتم في التوقيت المناسب.
  • الاستجابة الإنسانية تعزز القدرات المحلية وتتجنب الآثار السلبية.
  • الاستجابة الإنسانية مبنية على أسس التواصل والمشاركة والتعليقات.
  • الشكاوي مرحب بها وتتم معالجتها.
  • الاستجابة الإنسانية منسقة ومكملة.
  • العاملون الإنسانيون يتعلمون ويتطورون باستمرار.
  • يتم دعم الموظفين للقيام بعملهم على نحو فعال، ويتم التعامل معهم بطريقة عادلة ومنصفة.
  • يتم إدارة الموارد واستخدامها بطريقة مسؤولة لتحقيق الهدف المنشود.

هيكل المعايير الإنسانية الأساسية

تتكون المعايير الإنسانية الأساسية من تسعة التزامات نحو المجتمعات والأشخاص المتضررين من الأزمات و تنص على ما يمكنهم التوقع من المنظمات والأفراد الذين يقدمون المساعدة الإنسانية. كّلّ معيار يستند على مؤشّر للجودة الذي يرشد كيف ينبغي على المنظمات الإنسانية والموظفين أن يعملوا للوصول الي تطبيقها. ويتكون هيكل المعايير الإنسانية الأساسية مما يلي:

  • الالتزامات التسعة.
  • مؤشرات الجودة.
  • التدابير والإجراءات الأساسية التي ينبغي اتخاذها من أجل تطبيق الالتزامات .
  • المسؤوليات التنظيمية لدعم وتنفيذ متسق ومنهجي للتدابير والإجراءات الأساسية في المنظمة.

تصف التدابير والإجراءات الأساسية والمسؤوليات التنظيمية، على التوالي، ما يلي:

  • ما يجب أن يفعله الموظفون العاملون في مجال العمل الإنساني لتقديم برامج ذات جودة عالية تكون قابلة للمساءلة من قبل الفئات التي يسعون لمساعدتها.
  • السياسات والعمليات والنظم التي تحتاج المنظمات العاملة في مجال العمل الإنساني إلى اتباعها لضمان أن يقوم موظفوها بتقديم مساعدة إنسانية عالية الجودة وتخضع للمساءلة.

تطبيق المعايير الإنسانية الأساسية

إنّ المنظمات التي تلتزم بالمعايير الإنسانية الأساسية يجب أنّ تطبّق الالتزامات التسعة. وكحد أدنى، من المتوقع أن تعمل على التحسين المستمر لنظمها وهياكلها وممارساتها من أجل التطوير المستمر للجودة والمساءلة في استجاباتها الإنسانية. ولكن المنظمات والأفراد المشاركين في العمل الإنساني متنوعون. إنهم بحاجة إلى الاستجابة  في الوقت المناسب، وتكييف التدابير التي يتخذونها مع قدرات وأهداف منظماتهم، فضلاً عن التكييف مع مرحلة وظرف الأزمة التي يواجهونها.

عندما تواجه المنظمات صعوبات تطبيق الالتزامات التسعة، ينبغي أن تعترف بذلك وتفكر في كيفية معالجة التحديات التي تمنعها من القيام بذلك. يجب أن تتعلم المنظمات من مثل هذه الحالات، وتطور طرقًاً لمعالجة المعوقات التي تواجهها.

وينبغي أن يستند أي تحليل لتطبيق المعايير الإنسانية الأساسية على درجة تطبيق الالتزامات التسعة، وليس فقط على ما إذا كانت التدابير الأساسية قد تم تنفيذها أو المسؤوليات التنظيمية قد تمت الاستعانة بها. وبالتالي، فإن التدابير الأساسية المطلوبة من قبل المعايير الإنسانية الأساسية يجب أن يتم تكييفها مع السياق.

وتنطبق المعايير الإنسانية الأساسية على المنظمات والأفراد الذين:

  • يقدمون المساعدة المباشرة للمجتمعات والفئات المتضررة من الأزمات.
  • يوفرون الدعم المالي أو المادي أو التقني لمنظمات أخرى، ولكنهم لا يشاركون بشكل مباشر في تقديم المساعدة، أو يجمعون بين النهجين أعلاه.

 

تم تصميم المعايير الإنسانية الأساسية لاستخدامها بعدة أشكال من قبل المشاركين في العمل الإنساني، بما في ذلك كوسيلة لتحقيق ما يلي:

  • تسهيل قدر أكبر من المساءلة تجاه المجتمعات والأشخاص المتضررين من الأزمات، وتحسين نوعية الخدمات المقدمة لهم.
  • وضع خطط عمل للتنفيذ التدريجي للمعايير الإنسانية الأساسية والتحسين المستمر.
  • مراقبة الجودة والمساءلة، وذلك باستخدام المعايير الإنسانية الأساسية كإطار لدعم المعايير التنظيمية والتقنية القائمة.
  • التقييم الذاتي وتحسين جودة البرامج.
  • التحقق من المطابقة أو تأكيدها، وإظهار هذه المطابقة للآخرين .
  • عند الاقتضاء، تقييم مدى تلبية العمليات الداخلية ودعم الموظفين للإجراءات والمسؤوليات التنظيمية المنصوص عليها في المعايير الإنسانية الأساسية.

ينبغي أن تقوم المنظمات التي تقرر استخدام المعايير الإنسانية الأساسية بالترويج لها سواءً داخل المنظمة أو خارجها.

الشكاوي

نشجع أي فرد أو منظمة تشارك في العمل الإنساني على استخدام واعتماد المعايير الإنسانية الأساسية ويجوز لهم قول: “نحن نعمل من أجل تطبيق المعايير الإنسانية الأساسية”. ولا يجوز للمنظمات الادعاء بأنها تمتثل للمعايير الإنسانية الأساسية إلا إذا كانت قد خضعت للتحقق الموضوعي من ذلك.

العمل الإنساني القائم على المبادئ

الناس هم جوهر العمل الإنساني، والدافع الأساسي لأي استجابة للأزمة هو إنقاذ الأرواح، والتخفيف من المعاناة الإنسانية ودعم الحق في الحياة بكرامة.

تدرك المنظمات الإنسانية أن الواجب الإنساني يأتي أولاً، وبالتالي، فإنها تسعى لتقديم المساعدات الإنسانية حيثما تدعو الحاجة.

يسترشد العمل الإنساني بأربعة مبادئ معترف بها على نطاق واسع:

  • الإنسانية: يجب تخفيف المعاناة الإنسانية أينما وجدت. والغرض من العمل الإنساني هو حماية الحياة والصحة وضمان احترام الإنسان.
  • عدم التحيز: يجب تنفيذ العمل الإنساني على أساس الحاجة فقط، وإعطاء الأولوية لحالات الأشد إلحاحًاً وعدم التمييز بشكل سلبي على أساس الجنسية أو العرق أو الجنس أو المعتقد الديني أو الطبقة الاجتماعية أو الرأي السياسي.
  • الاستقلال: يجب أن يكون العمل الإنساني مستقلاً عن الأهداف السياسية والاقتصادية والعسكرية أو أي أهداف أخرى قد تسعى أي جهة فاعلة لتحقيقها فيما يتعلق بالمناطق التي يجري فيها تنفيذ العمل الإنساني.
  • الحياد: يجب أن تمتنع الجهات الفاعلة الإنسانية عن الانحياز إلى أي طرف أثناء النزاع، أو المشاركة في خلافات ذات طابع سياسي أو عرقي أو ديني أو أيديولوجي .

المبادئ الإنسانية هي في صميم كل عمل إنساني. ويسترشد بها العمل الإنساني وتطبيقها أمر ضروري لتمييز العمل الإنساني عن الأشكال الأخرى للأنشطة والأعمال. في المعايير الإنسانية الأساسية، يتم دمج المبادئ الأربعة في الالتزامات، ومعايير الجودة، والتدابير الأساسية، والمسؤوليات التنظيمية.

حدد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي للاجئين المعايير القانونية الأساسية المتعلقة بحماية الأفراد والجماعات، وبطبيعة المساعدة التي يمكن تقديمها لهم. ويلخص ميثاق اسفير الإنساني المبادئ القانونية الأساسية الأكثر تأثيرًاً على رفاهية المتضررين من الكوارث أو النزاعات.

ويدرك أولئك الذين يطبقون المعايير الإنسانية الأساسية المسؤولية الأساسية للدول والجهات الأخرى ذات الصلة لحماية ومساعدة المتضررين من الكوارث أو النزاعات المسلحة داخل أراضيها. ولا يجب أن يقوض العمل الإنساني هذه المسؤوليات؛ بل في الواقع ، ينبغي أن يكملها، كلما أمكن ذلك.

الالتزامات التسعة ومعايير الجودة

1.المجتمعات والأشخاص المتضررون من الأزمة يتلقون المساعدة المناسبة والملائمة لاحتياجاتهم.

معيار الجودة: الاستجابة الإنسانية مناسبة وملائمة.

2.المجتمعات والأشخاص المتضررون من الأزمة يمكنهم الحصول على المساعدات الإنسانية التي يحتاجون إليها في الوقت المناسب.

معيار الجودة: الاستجابة الإنسانية فعالة وتتم في التوقيت المناسب.

  1. المجتمعات والأشخاص المتضررون من الأزمة لسيوا متأثؤين سلبًاً وهم أكثر استعدادًاً وقدرة على الصمود، وأقل تعرضًاً للخطر نتيجة للعمل الإنساني.

معيار الجودة: الاستجابة الإنسانية تعزز القدرات وتتجنب الآثار السلبية.

  1. المجتمعات والأشخاص المتضررون من الأزمة يعرفون حقوقهم واستحقاقاتهم، يمكنهم الحصول على المعلومات ويشاركون في اتخاذ القرارات التي تعنى بهم.

معيار الجودة: الاستجابة الإنسانية مبنيّة على أسس التواصل والمشاركة والتعليقات.

  1. المجتمعات والأشخاص المتضررون من الأزمة يمكنهم الوصول إلى آليات آمنة وفعّالة لمعالجة الشكاوى.

معيار الجودة: الشكاوى مرحب بها وتتم معالجتها.

  1. المجتمعات والأشخاص المتضررون من الأزمة يتلقون مساعدة منسقة ومكملة.

معيار الجودة: الاستجابة الإنسانية منسقة وشاملة.

  1. المجتمعات والأشخاص المتضررون من الأزمة يمكنهم أن يتوقعوا تقديم مساعدة مطورة لانّ المنظمات تتعّلّم من التجارب والرصد.

معيار الجودة: العاملون الإنسانيون يتعلمون ويتطورون باستمرار.

  1. المجتمعات والأشخاص المتضررون من الأزمة يتلقون المساعدة التي يحتاجون إليها من قبل موظفين ومتطوعين يتمتعون بكفاءة وإدارة جيدة.

معيار الجودة: يتم دعم الموظفين للقيام بعملهم على نحو فعال، ويتمّ التعامل معهم بطريقة عادلة ومنصفة.

  1. المجتمعات والأشخاص المتضررون من الأزمة يمكنهم أن يتوقعوا أن المنظمات التي تقدّم المساعدة تدير الموارد بفعالية وكفاءة وبشكل أخلاقي.

معيار الجودة: يتمّ إدارة الموارد واستخدامها بطريقة مسؤولة لتحقيق الهدف المنشود.

الالتزامات والإجراءات والمسؤوليات

1.المجتمعات والأشخاص المتضررون من الأزمة يتلقون المساعدة المناسبة والملائمة لاحتياجاتهم.

2.المجتمعات يمكنهم الحصول على المساعدات الإنسانية التي يحتاجون إليها في الوقت المناسب.

3.المجتمعات ليسوا متأثرين سلبًاً وهم أكثر استعدادًاً وقدرة على الصمود، وأقل تعرضًاً للخطر نتيجة للعمل الإنساني.

4.المجتمعات والأشخاص المتضررون من الأزمة يعرفون حقوقهم واستحقاقاتهم، ويمكنهم الحصول  على المعلومات ويشاركون في اتخاذ القرارات التي تعنى بهم.

5.المجتمعات والأشخاص المتضررون من الأزمة يمكنهم الوصول إلى آليات آمنة وفعّالة لمعالجة الشكاوى.

6.المجتمعات والأشخاص المتضررون من الأزمة يتلقون مساعدة منسقة ومكملة.

7 . المجتمعات والأشخاص المتضررون من الأزمة يمكنهم أن يتوقعوا تقديم مساعدة مطورة لأنّ المنظمات تتعّلّم من التجارب والرصد.

8.المجتمعات والأشخاص المتضررون من الأزمة يتلقون المساعدة التي يحتاجون إليها من قبل موظفين ومتطوعين يتمتعون بكفاءة وإدارة جيدة.

9.المجتمعات والأشخاص المتضررون من الأزمة أن يتوقعوا أن المنظمات التي تساعدهم تدير الموارد بفعالية وكفاءة وبشكل أخلاقي.

خاتمة

تحدد المعايير الإنسانية الأساسية المتعلقة بالجودة والمساءلة (CHS) تسعة التزامات يمكن للمنظمات والأفراد المعنيين بالاستجابة الإنسانية استخدامها لتحسين جودة وفعالية المساعدة التي يقدمونها. كما أن هذه المعايير توّفّر قدرا أكبر من المساءلة تجاه المجتمعات والأشخاص المتضررين من الأزمات فمعرفة ما تلتزم به المنظمات الإنسانية سيسمح للمجتمعات بإخضاع تلك المنظمات للمساءلة.

باعتباره معيارا أساسيا، تصف المعايير الإنسانية الأساسية العناصر الرئيسيّة للعمل الإنساني ذات الجودة العالية والقائم على مبادئ ويمكن أن تخضع للمساءلة. ويمكن للمنظمات الإنسانية أن تستخدم هذه المعايير بمثابة مدونة سلوك طوعية لمواءمة إجراءاتها الداخلية. ويمكن أيضًاً أن يُستخدم كأساس للتحقق من الأداء.

والمعايير الإنسانية الأساسية هي نتيجة لمشاورات استمرت لمدة 12 شهرًاً على ثلاث مراحل من قبل الشراكة العالمية للمساءلة الإنسانية) HAP(، ومنظمة أناس في المعونة ومشروع اسفير، قام خلالها عدة مئات من الأشخاص والمنظمات بإجراء تحليل دقيق لمحتوى المعايير الإنسانية الأساسية واختبارها على مستوى المقر الرئيسي والمستوى الميداني.